الوحدة أونلاين : - ازدهار علي -
زيادة الأشعار عند المرأة في مناطق غير مرغوب بها كالوجه مثلاً مشكلة ينبغي النظر إلى أسبابها المرضية من خلال معالجة الخلل الهرموني المسبب للمشكلة و من ثم التوجه إلى المعالجة التجميلية و منها الليزيرية للتخلص من الأشعار الزائدة .
حول هذا الموضوع أجابتنا الدكتورة سها أحمد صالح الاختصاصية بالأمراض الجلدية و الزهرية عن مجموعة تساؤلات من خلال الحوار الآتي :
ماهي الشعرانية ؟
هي نمو زائد لأشعار قاسية و مصطبغة "انتهائية" لدى النساء في مناطق من الجسم ينبغي أن يكون الشعر فيها وبرياً ..
هذه المناطق تتأثر بارتفاع مستوى الأندروجين وهي : الشفة العليا، الذقن ، الثدييان ، الساق، الزند ، الجبين ، أعلى الظهر ، أسفل الظهر ، أعلى البطن ، أسفل البطن ..
و عموماً تعاني نساء حوض المتوسط و الهنديات من أشعار في الوجه أكثر من نساء شرق آسيا و إفريقيا.
- ما الآلية الإمراضية للشعرانية ؟
تتحدد نوعية الأشعار في الأجسام تبعاً للهرمونات ، و تغطي الأشعار الوبرية معظم أنحاء الجسم .
ما يحدث أنه في مرحلة البلوغ تحرض الهرمونات انقلاب الأوبار إلى أشعار خشنة قاسية .
و تنمو أشعار الإبطين و العانة لدى النساء دون أية دلالة مرضية فهي تتحرض بمستويات أندروجين طبيعية .
الهرمون الأهم في تحول الأشعار من زغبية إلى مصطبغة هو الأندروجين "التستوستيرون "الذي يتم تركيبه في مكانين هما : الكظر و المبيض و ينتقل هذا الهرمون بالدم إلى الجريب الشعري حيث يعمل أنزيم 5- ألفا ريدو كتاز على تحويله إلى مشتق فعال "ديهيدروتستوستيرون " محولاً الأشعار من وبرية ناعمة إلى قاسية و مصطبغة .
لذلك فإن الشعرانية تنتج عن زيادة الأندروجين في الدم أو عن زيادة فعالية الأنزيم 5- ألفا ريدو كتاز على مستوى الجريب .
ما هي أسباب الشعرانية ؟
إن الأسباب متعددة وهي :
مبيضية : المبيض متعدد الكيسات "pco " ، أورام المبيض السليمة و الخبيثة .
كظرية : فرط تصنع الكظر الخلقي ، أورام الكظر .
- نخامية : تناذر كوشينغ ، ضخامة النهايات ، الأورام الغدية المفرزة للبرولاكتين .
- درقية : قصور الدرق .
- الشعرانية الغامضة أو العرقية تشخص عند نفي جميع الأسباب الأخرى .
- السبب الأشيع للشعرانية هو متلازمة المبيض متعدد الكيسات "pco " ويعد مسؤولاً عن 80 % من حالات الشعرانية .
ماهي متلازمة المبيض متعدد الكيسات ؟
تسمى أيضاً متلازمة شتايين ، لوفينتال ... تشريحياً هي عبارة عن كيسات صغيرة متعددة "جريبات " في قشر المبيض بمراحل مختلفة مع فرط تصنع في الصندوقة الباطنة التي تعد مصدراً للأندروجينات المبيضية .
أما سريرياً : فتراجع المريضة بقصة تباعد طموث و شعرانية و بدانة و عد شائع و حاضنة أندروجينية .
و إمراضياً : تتعلق هذه المتلازمة بمقاومة الأنسولين الذي يؤدي ارتفاع مستواه في الدم إلى زيادة إنتاج المبيض للأندروجين .
ما هي مخاطر المبيض متعدد الكيسات؟
العقم ، ازدياد خطر سرطان الرحم و الثدي و خطر الأمراض القلبية الوعائية إضافةً إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري .
كيف يشخص هذا المرض و ماذا عن معالجته ؟
يشخص بالاعتماد على الأعراض السريرية و التحاليل المخبرية و إجراء فحص صدوي " إيكو " للمبيضين .
و هناك عدة إجراءات متبعة في المعالجة ، هي :
إنقاص الوزن للبدينات .
إعطاء المعالجة المضادة للأندروجين "سبيروتيرون ،إتينيل استراديول: المعروف بـ " Dian-35 " إعطاء خافضات السكر الفموية "ميتفورمين ".
المعالجة الجراحية : تثقيب المبيض لإنقاص النسيج المفرز للأندروجين .
بالعودة إلى الشعرانية و بعد تحديد أسبابها ، كيف تعالج ؟
بعد معالجة الأسباب الباطنية للشعرانية السابق ذكرها ، يمكن أن نلجأ إلى عدة حلول نذكر منها :
- طرق مؤقتة : إزالة الشعر "epilation " بالملقط أو الشمع أو الخيط .
طرق دائمة : تخريب الأشعار بالتحليل الكهربائي electrolysis أو التحليل الحراريthermolysis .
مساوئها : مزعجة ، تسبب التهاب أجربة شعرية ، تصبغ تالٍ لالتهاب الجلد .
حسناتها : يمكن استعمالها مع جميع أنماط الشعر حتى الأبيض منه .
الطرق الحديثة : و هي إزالة الشعر بالليزر " Laser " و يستهدف مادة الميلانين في جراب الشعرة .
وهناك العديد من أجهزة الليزر المستخدمة : الليزر الياقوتي النابض " Longpulsed ruby " . ليزر الألكسندرايت " Alexandrite " .الديودليزر " Diode laser " . ليزر إندياك " Nd:yac " . الضوء النابض الشديد " " IPL " .
تختلف أنواع الليزر المذكورة عن بعضها بأطوال الموجات التي تقع في مجال الأشعة الحمراء و تحت الحمراء .
و مهما كان نوع الجهاز الليزري المستخدم فإن الأشعار القاسية المصطبغة أكثر استجابةً من الأشعار الوبرية ، كما إن الأشعار في طور النمو هي التي تتخرب تحت تأثير الليزر ، لذلك ينبغي ترك فاصل زمني بين الجلسات " 8- 12 أسبوعاً " .
و يختلف عدد الجلسات من مريضة إلى أخرى فليس هناك دراسة تحدد عدد الجلسات المطلوبة ، لكن عموماً كلما ازداد عدد الجلسات كانت نسبة التحسن أكبر .
كما و تختلف الاستجابة تبعاً للمنطقة التي تعاني من الشعرانية : فهي أفضل ما تكون في الإبطين ثم الساقين و الأقل استجابة هي منطقة الوجه .
يضاف إلى ذلك نمط الجلد الذي له دور مهم فالبشرة الداكنة أكثر عرضة للتأثيرات الجانبية من البشرة الفاتحة ، لذلك نضطر " و الحديث للدكتورة صالح " إلى تخفيض الطاقة و بالتالي زيادة عدد الجلسات .
لذلك فإن الاستجابة الأفضل تلاحظ عندما تكون الأشعار سوداء و البشرة فاتحة .
ما هي أهم التأثيرات الجانبية التالية للجلسات ؟
الإحمرار " الحمامى " ، الوذمة ، الألم ، التهاب الأجربة ، فرط التصبغ ، نقص التصبغ ، التآكلات ، التندب ، تحول الأشعار الوبرية إلى انتهائية "قاسية " في المناطق المجاورة للمنطقة المعالجة بالليزر .
أخيراً كل مريضة شعرانية ينبغي أن تقيّم و تضبط هرمونياً فالمعالجة الهرمونية وحدها غير كافية و كذلك الأمر المعالجة الليزيرية وحدها أيضاً غير كافية .